تعليم الأولاد أمور الآخرة بطريقة مناسبة لأعمارهم
نحن نعيش في فرنسا، وعندي مشكلة مع ابنتي الوسطى وعمرها 9 سنوات ونصف، وعلمت ـ والحمد لله ـ أولادي القراءة وكتابة العربية وهم الآن يستطيعون قراءة المصحف ولو بصعوبة، وابنتي تصلي وتصوم الشهر كله مند عامين، وتقوم الفجر وتقرأ دعاء الصباح والأكل الخروج وعند النوم باسمك اللهم أحيا وأموت وآية الكرسي، وبعض السور القصيرة وتنام على شقها الأيمن، ومع ذلك تنادينا طوال الليل مرة لأنها تختنق، ومرة لأن عندها مغص في البطن، ومرة خائفة أن تموت، ومرة خائفة من عدم الذهاب إلى الجنة أخذتها إلى أطباء فقالوا لا شيء عندها وأنا الآن أسأل يا شيخ: هل هناك سورة خاصة لمثل هذه الاضطرابات؟ وهل عندكم حل يا شيخ؟ وهل الكلام مع الأولاد في أمور الآخرة واجب؟ لأني أظن أنها تخاف من ذلك، أجيبوني دون إحالتي على أسئلة أخرى. وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيكم ويحفظكم، ونوصيكم بالمحافظة على ما تقومون به من الخير، وخاصة أذكار الصباح والمساء والنوم، مع الحرص على فهمها وتلاوتها مع حضور القلب، فإن لذلك أثرا كبيرا في الانتفاع بهذه الأذكار، كما نوصيكم باستعمال الرقية الشرعية،
وراجعي في بيان أذكار النوم الفتوى رقم: 4514، وتجدين فيها الآيات والسور التي تنفع قراءتها في مثل حالكم، وهي آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات.
وعليكم باللجوء إلى الله تعالى، وصدق التوكل عليه، وحسن الظن والاستعانة به، والإلحاح في الدعاء مع الصبر واليقين
وأما بالنسبة للكلام مع الأولاد في أمور الآخرة، فهو مطلوب ومهم، ولكن ينبغي أن يكون بأسلوب مناسب لعمر الطفل ومستوى إدراكه، وساعتها لن تكون له سلبيات كالتي أشار إليها الأخ السائل، فعن جندب بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
والغلام الحزور هو الذي قارب البلوغ.
ويمكن للأخ السائل الاستعانة بالكتب المتخصصة في هذا المجال، ككتاب: أركان الإيمان للأطفال ـ للشيخ عمرو عبد المنعم سليم. وهناك أيضا وسائل أخرى كالأقراص المدمجة، ومنها: موسوعة أركان الإيمان.
[/FONT]