تأملات في الصدقة
اثناء خروجي من المسجد بعد أدائي لفرض العشاء مع ابني الصغير أحمد ” أصلحه الله واصلح به ” لفت انتباهي رجل معاق يطلب الحاجة من المصلين , فانتهزت فرصة وجود ابني معي ونويت التصدق بما رزقنيه الله وبقصد تعويد ابني على الصدقة ومساعدة المحتاجين, والحمد لله تصدقت بما استطعت وركبنا سويا السيارة واثناء العودة تفكرت في معنى الصدقة ومن المستفيد الاكبر فيها هل المتصدق أم المتصدق عليه فوجدت الرابح الاكبر هو المتصدق أول شيء تفضل الله به على المتصدق ان رزقه المال الذي تصدق به , وثاني الفضل أن أعان الله المتصدق على مخالفة طبع النفس في حب الاحتفاظ بالمال وكنزه , وثالثه اعانة الله المتصدق في دفع وسوسة الشيطان عند الهم بالصدقة
فنحن عندما نهم بالصدقة تجد النفس تحثك على الامساك والشيطان يذكرك بالفقر بل ويجلب لك احاديث ودلائل تبين ان النفقة على الاهل افضل وهذا صحيح , ويوسوس لك ايضا بأن هذا الشخص متسول وهذه حرفته بل ويؤكد لك بأنه احسن حالا منك ماديا , وهكذا تظل في صراع بين النفس والشيطان إلى ان تصل إلى أحدالحلين أما الصدقة وإما الإمساك
فليحمد الله المتصدق على توفيق الله ولا يمن بصدقته على من تصدق عليه فالفضل أولا وأخيرا من الله وإلى الله وهو سبحانه وتعالى أراد الخير للطرفين أراد الخير بالمتصدق بالاجر على صدقته ودفع الأذى عنه , وأراد الخير للمتصدق عليه بأن رزقه المال الذي يقضي به حاجته
هذا والله أعلم عمار جلال[/color]