ميراث المرأة قبل الإسلام
لا شك أن قضية ميراث المرأة قبل الإسلام من القضايا الشائكة والهامة، وقد جاء الإسلام ليكرم المرأة ويعطيها حقها الذي كان مسلوبًا قبل الإسلام خاصة في الديانات والحضارات السابقة للإسلام مثل : اليهودية والحضارات الشرقية القديمة مثل : اليونانية وعند القدماء المصريين وفي الجاهلية .
ميراث المرأة عند اليهود
كان من سمات ميراث المرأة عند اليهود هو حرمان الإناث من الميراث سواء أكانت أماً أم أختًا أم ابنة أم غير ذلك إلا عند فقد الذكور فلا ترث البنت مثلا إلا في حال انعدام الابن أما الزوجة فلا ترث من زوجها شيئًا
ميراث المرأة في الأمم الشرقية
والمقصود بالأمم الشرقية هي الكلدانية السريانية والفينيقية والآشورية واليونانية وغيرهم ممن سكن الشرق بعد الطوفان الذي كانت أحداثه جاريه قبل ميلاد المسيح عليه السلام فقد كان الميراث عندهم يقوم على إحلال الابن الاكبر محل ابيه ان لم يكن موجودا فارشد الذكور ثم الإخوة ثم الأعمام وهكذا الى ان يدخل الاسعار وسائر العشيره الى جانب حرمان النساء والأطفال من الميراث.
ميراث المرأة عند قدماء المصريين
ومن الحضارات التي نحن بصددها والمتعلقة بميراث المرأة قبل الإسلام هي الحضارة المصرية القديمة ومن المعروف أنها جزء لا يتجزأ من الأمم الشرقية فقد بينت الآثار المصرية أن نظام الميراث عندهم كان يجمع بين كل قرابه ميت من آباء وأمهات ، وأبناء وبنات وإخوة وأخوات وأعمام وعمات وأخوال وخالات وزوجه فكلهم يتقاسمون التركة بالتساوي لا فرق بين كبير وصغير ولا بين ذكر وانثى هذا ما كان عليه الحال عند اليهود والأمم الشرقية القديمة.
ميراث المرأة في الجاهلية
لم يكن للعرب في الجاهلية نظام إرث له سمات وخصائص مستقلة ولكن تأثروا ينهج الأمم الشرقية القرد في الجاهلية كان حق الرجال الذين يركبون الخيل ويحملون ويحملون السلاح فلم يكن للمرأة ولا لكبار السن والصبيان حق في القرد فكان الرجال يرثون النساء كما يرثون المتاع والاموات .
أسباب ميراث المرأة قبل الإسلام
كان ميراث المرأة قبل الإسلام يعتمد على ثلاثة أسس وهي :
النسب : ويعني التواصل والترابط بين الأفراد و الإرث بالنسب والقرابة عندهم من جهة البنوة والأبوة والأخوة والعمومة بشرط البلوغ والنصرة والدفاع عن العائلة في الوارث هو الذي يحمل السلاح ويركب الخيل ويحمل قبيلة اما النساء والاطفال وممن لم يحمل السلاح فلا نصيب له .
التبني : والمقصود به أن يضم الرجل فتى او شاب غريب من غيره ليجعله ابنا له له نصيبا ويجعل له نصيب الذكر من أولاده وظاهره التبني هذه غالبا ما يقوم بها أشخاص ممن حرموا نعمة الحصول على ابناء من أصلابهم فكانوا يتبنون الأولاد للعناية بهم ومساعدتهم عند شيخوختهم وقد تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد إلى أن جاء الإسلام وأبطل هذه الظاهرة.
الحلف والعهد : وهو ما يسمى بالموالاة وهو جوار دائم ويشبه الى حد كبير الإرث عند بعض الامم القديمة حيث يعتمد على ملح الرجل حق توريد ما له لمن يشاء ولو كان أجنبيا بالوصية التي عرفت بالموالاة فيتفق الرجلان ويعقد كل واحد منهما عقدا مع الاخر فاذا تم التبادل هذا الكلام والعقد بينهما أصبح كل منهما حليفا او عقيدة او مواليا للاخر فيصبح بالنسبة إليه بمنزلة القريب ويقع عليه ما يقع على افراد القبيله ويكون مساويا لهم في كل شيء.
ميراث المرأة في الإسلام
إن المتأمل في مسألة تشريع ميراث المرأة يجد لذلك حكمًا كثيرة نورد منها:
- التأكيد على إنسانية المرأة وأنها شقيقة الرجل وأنها أهل للاستحقاق ، والتملك والتصرف كالرجل تماما ، وفي هذا تكريم لها
- ان الله عز وجل جعل الانسان خليفه له في الارض توكل له عمارة الارض وزوده بقدرات للقيام بهذه المهمة فإذا مات الت أمواله بحكم الشارع وطبقا لتقسيمها الى أقرب الناس ومن تعتبر حياتهم امتدادا معنويا لحياته من اولاد ذكور وايناس وأقارب ذلك كله من اجل ان يتحقق هدف عمارة الأرض.
- تمليك الإسلام للمرأة فيه عون لها على قضاء حوائجها .
- إعطاء الفرصة للمرأة للتعبد لله عز وجل بما لها كالرجل عن طريق إنفاقه في وجوه الخير المختلفة.
- إن حصر الميراث بين الذكور قد يؤدي بهم أو ببعضهم إلى الشعور بالعظمة، ويربي لديهم الإحساس بالأنانية والتسلط فيقعون في ظلم النساء وهذا ما بيناه سالفاً في ميراث المرأة قبل الإسلام .
إن میراث المرأة في الإسلام یؤدي إلى تحقیق العدل والمساواة للمرأة ویؤكد مكانتھا في المجتمع كما یجعلھا عنصراً نشطاً وفعالاً ومنتجاً وأن المولى سبحانھ وتعالى تولى بنفسه تقدیر میراث المرأة وغیرھا بعلمه وحكمته وعدله ورحمته ولم یكله للعباد الذین تتنازعھم الأھواء، فجاء میراثھا في الإسلام مؤكداً مبدأ حقھا في المیراث الذي أنكرته كثیر من التشریعات الأخرى، كما فصله تفصیلاً یستوعب كل حالة وظرف بحیث لم یدع فرصةً للعبث به أو التخمین بشأنه .