تربية الأطفال

أنت و طفلك و الكذب

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتبر الكذب بكل أشكاله وأنواعه يعتبر ظاهرة سيئة يحرمها الدين الإسلامي وعند فتح موضوع الكذب عند الاطفال الذي قد يؤرق بال الكثير من الآباء والأمهات الذين يتساءلون دائماً عن أسبابه وعن علاجه فلابد أن يسترجع الأباء هذا الحديث

liar
الكذب عند الأطفال

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.

فقد دل هذا الحديث على أن الأصل في كل مولود أنه يولد مسلماً، وأن التهود أو التنصر أو التمجس أمر طارئ على أصل الفطرة، قال ابن حجر في فتح الباري: الكفر ليس من ذات المولود ومقتضى طبعه بل إنما حصل بسبب خارجي، فإن سلم من ذلك السبب استمر على الحق.

مقالات ذات صلة

وكذلك الكذب فلم يولد الطفل كذاباً وانما استمد هذا الخَلق السئ من البيئة التى حوله والبيئة المحيطة به، فالطفل في مراحله الأولى يكتسب كل تصرفاته من الأبوين، والأطفال شديدى الملاحظة فو كذب الأب أو الأم حتى لو كذبة صغيرة فأنها ترسخ في ذهن الطفل ولهذا فمن المهم جداً جداً عند تربية الطفل خصوصاً في السنوات الأولى التي يبدأ فى تخزين كل شئ فى ذاكرته من سلوكيات الاخرين أن نعلم أن الوالدان قدوة له، يجب أن تعلم الأم وتدرك أن صفة الكذب يكتسبها الطفل من الأب أو الأم، فمن هنا على الأب والأم أن يكونا قدوة للطفل في الصدق ويكون ذلك بألا يعداه بشيء، ثم تتخلوا عن تنفيذه، وكذلك على الأم ألا تتآمر مع الابن لإخفاء شيء ما عن الأب بحجه أن الأب عصبي وسريع العقاب، فذلك يعود الابن على الكذب ويسهله عليه، فذلك قد يجعله يبدأ طريق من الصعب الرجوع فيه أو وهو طريق الكذب .

كما يجب علينا أن نزرع بذور الثقة فى نفس الطفل وأن نتبادل معه الحديث وإعطاءة فرصه أن يعبر عما بداخله بدون أن نتهمه مباشرة بالكذب، بل يجب اعطاؤه فرصة جيدة للحديث والاستماع إلى ما يجول بخاطره ثم مناقشته لمعرفه سبب كذبته فقد يكون كذب خوفاً من أحد والديه أو خوفاً من العقاب فلو اعترف الطفل بكذبته نتكلم معه بكل هدوء ونخبره بانه تصرف سئ لا يرضي الله ولا يرضى أحداً والناس تكره الشخص الكاذب ولا نوبخه بشدة حتى لا يفقد ثقته ويضطر للكذب مجداداً.

ولابد أن نعلم أن المراحل الأولى من سن الطفل قد يكون خياليلاً أكثر منه كذاباً فهى يتخيل أشياء لم تحدث ويعبر عنها ويحكيها وكأنها حدثت فلا تتسرع وتتهمه بالكذب أو تعاقبه ولكن حاول أن تستغل موهبة التخيل فى عمل مفيد كأن يرسم أو يكتب ما يتخيله مع تذكيره باستمرار بفوائد الصدق.

ولابد أن البحث عن أسباب الكذب عند الطفل فإن معرفة سبب الكذب أهمّ من الكذب في حد ذاته لأن السبب هو الذى غير سلوك ابنك من قول الصدق إلى قول الكذب. ويجب علينا مساعدة الابناء على مواجهة تصرفاتهم وتشجيعهم على الصدق والصراحة وسرد لهم بعضا من قصص الانبياء حتى يتبين لهم الخصال الحميدة من الذميمة وقبل كل هذا نكون قدوة حسنة لهم.

ولابد أن يوضع عقاب للكذب وأن يعلم الطفل بهذا العقاب قبل أن يكذب فمثلاً إذا كذبت فلن تخرج أو لن تلعب مع أصدقائك، أما العقوبه بالضرب لن تكون مجديه حسب رأى أخصائيين التربية بل أنها قد تؤدى إلى نتائج عكسية، كما أن معاقبه الطفل مرة وتركه مرة على الكذب قد يؤدى إلى فشل الوالدين فى السيطرة على كذب الطفل. كما أن إثابه الطفل على صدقه قد يكون لها أثر فعال جداً فى استمراره على فعل هذا السلوك الجيد وعدم الكذب مرة ثانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

مخالفة مانع الإعلانات

نأسف متصفحك يقوم بعمل تعطيل للأعلانات وهذا هو مصدر رزقنا برجاء تعطيل إضافة الحجب والتصفح , لن تسطيع رؤية الصور والفيديوهات بدون تعطيل الحجب